سنافر الوطن
يمنات
عبد الرقيب الانسي
ايها المواطنون اليمنيون .. عودوا بذاكرتكم قليلا الى الوراء ، واعلموا جيدا ان ابائكم واجدادكم ذهبوا عن حياتنا الدنيا وانتقلوا الى الدار الاخرة ، دون ان يفرطوا قيد انملة في ارضهم وشعبهم ووطنهم ، لم يتركونا الا بعد ان سلمونا وطنا سليما معافى بترابه وجباله وسهوله ومياهة ، فقد حافظوا عليها ودافعوا عنها امام هجمات الغزاة الاجانب والطامعين باختلاف اهوائهم ونزواتهم بيد ان الاحتفاظ بالوطن لم يكن بالامر السهل الهين او اليسير ، فقد وضعتهم الاقدار مرارا وتكرارا في واجهة اعداء شرسون متفوقون في العدد والعدة لكنهم لم يخنعوا ولم ييأسوا او يستسلموا بل قاتلوا وناضلوا وضحوا بدمائهم وارواحهم في سبيل هذا الوطن ..
فماذا نحن فاعلون .. وقد تعرض الوطن مجددا الى غزو الاخوة الاعداء وصاروا على مرمى حجر من شواطئنا وموانئنا وحدودنا ، يريدون خنقنا ومساومتنا على ارضنا وخبزنا وشرفنا وكرامتنا ..
فلم يعد امامنا من خيار اخر غير القتال ، وهاهم شباب اليمن يقاتلون بضراوة وبسالة وعزة وكبرياء دفاعا عن الوطن في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب .
لكن هل سالنا انفسنا بشفافية وايمان وصدق ، مالذي اطمع اسافل القوم وجراهم على غزونا واحتلال
ارضنا وبلادنا ..
الاجابة سهلة وواضحة ولا تتطلب جهدا او مشقة ..
فقد لعبت الاحزاب ومراكز القوى المتنفذة في الداخل اليمني دورا حيويا بارزا ومؤثرا في اذكاء نير الصراع والتنافس المشبوه وغير الشريف في لعبة التنافس المحموم على كراسي الحكم والسلطة ومن ثم وجدت تلك الاحزاب ومراكز القوى نفسها في خضم هذا الصراع السياسي الهمجي العنيف اللجوء سرا للاستعانة بحلفاء اقوياء في الداخل والخارج على حد سواء ، وتحت مسميات طائفية ومذهبية وسلالية ومناطقية ، لاعلاقة لها ابدا بالمصالح العليا للوطن من قريب او بعيد ..
وسرعان ماتحولت تلك المناكفات والملاسنات الكلامية والاتهامات المتبادلة الى تحالفات وصراعات دموية مسلحة ، ادت بالضرورة الى التدخل الاجنبي الاقليمي والدولي .
علما ان التدخلات الخارجية بمختلف انماطها واغراضها واهدافها ، لايمكن تحقيقها الا في حال وجود تناقضات داخلية عويصة ومعقدة ..
وليس بالامكان التغاضي عن المتسببين المباشرين وغير المباشرين في ايصال الوطن برمته الى مثل هذا الوضع الهابط والمتردي بسبب تحقيق اغراضهم واطماعهم السلطوية الوضيعة ..